ایکنا

IQNA

باحثة وكاتبة يمنية في حديث لـ"إکنا":

عملية "طوفان الأقصى" تعدّ بوابة لتحرير الاقصى من صلف الصهاينة

9:35 - October 08, 2024
رمز الخبر: 3497255
صنعاء ـ إکنا: صرّحت الكاتبة والباحثة اليمنية "الدكتورة سوسن الفضلي"أنه مما لا شك فيه أن معركة طوفان الأقصى والتي انطلقت قبل عام من الآن تعدّ بوابة لتحرير المسجد الاقصى من صلف الصهاينة وطغيانهم، ليس ذلك فحسب بل تحرير المنطقة بأكملها من ظلمهم واستبدادهم وجبروتهم.
عمليةوتعتبر عملية "طوفان الأقصى" عملية بطولية شنّتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على الكيان الصهيوني المحتل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وشملت هجوماً بريّاً وبحرياً وجوياً وتسللاً للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.

ويحمل الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية للعملية "طوفان الأقصى" دلالة الردّ على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
 
إن طوفان الأقصى عملية بطولية تجلت فيها إرادة المقاومة الفلسطينية في ‏مواجهة العدوان والظلم والاحتلال كما أن هذه العملية وما تلاها من حروب ومآس ودمار، ستكون لها آثار تاريخية ونتائج إستراتيجية على مجمل أوضاع المنطقة إلى أن يتحقق العدل بزوال ‏الاحتلال.

ولتسليط الضوء على مختلف أبعاد وإنجازات هذه العملية، أجرت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) حواراً مع الكاتبة والباحثة اليمنية "الدكتورة سوسن الفضلي".
 
وفيما يلي نصّ الحوار: 

بعد مرور عام على معركة طوفان الاقصى، هل يمكن أن نعتبر هذه العملية خطوة نحو تحرير القدس والمسجد الأقصى؟

مما لا شك فيه أن معركة طوفان الأقصى والتي انطلقت قبل عام من الآن  تعدّ بوابة لتحرير المسجد الاقصى من صلف الصهاينة وطغيانهم، ليس ذلك فحسب بل تحرير المنطقة بأكملها من ظلمهم واستبدادهم وجبروتهم، فلقد كان لهذه العملية المباركة آثار تاريخية ونتائج استراتيجية على مجمل الأوضاع في المنطقة، كون  المنهجية التي اتخذتها المقاومة بعد السابع من اكتوبر هي منهجية صناعة المستقبل للمنطقة وللعالم أجمع عبر محو تلك الغدة السرطانية المتمثلة بالكيان المشؤوم، فلقد كانت أولى الاستراتيجيات التي اتخذتها المقاومة هي إحياء القضية الفلسطينية، بعد أن كادت تُنسى وتُصفّى، حيث كانت  القضية الفلسطينية في مؤخرة اهتمامات العالم، لكنّ عملية طوفان الاقصى وما تبعها من احداث جعلت هذه القضية في مقدمة القضايا العالمية، كون المقاومة قد سعت إلى رفع مستوى التأييد لها  داخل الشعب الفلسطيني، وأيضاً على مستوى  العالم، ولعل المظاهرات التي خرجت من جميع أنحاء العالم للتعبير عن تضامنها مع القضية الفلسطينية لأكبر شاهد على تحقق هذا الانجاز العظيم والمتمثل في إحياء القضية الفلسطينية.

كما تعلمین أن حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) ما زالت راسخة في مواقعها بعد مرور عام من الحرب الصهیونیة التي أعلنت أن القضاء على حماس أهم أهدافها، لماذا؟

إن السبب الرئيسي يعود إلى ارتباطهم بالله تعالى وثباتهم على الحق وتمسكهم  به وعدم الحياد عنه، كون الحياد عن الحق والانحراف عنه هو خروج عن جادة النصر إلى وادي الهزيمة، وهذا الثبات على الحق يحتاج للكثير من العزم والإرادة والإخلاص والوعي والحكمة والتصميم، والمطالع يجد أن المقاومين في حركة حماس قد تحملوا الكثير وبذلوا التضحيات العظيمة في سبيل التمسك بطريق الحق الذي لا اعوجاج فيه، فعلى الرغم من وحشية الاحتلال وعدوانيته والذي أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير قطاع غزة إلا أن هذا الامر زاد من قتال واستبسال المقاومين كونهم يؤمنون أن الانتصار هو حليف أصحاب الحق على الدوام حتى لو قتل أهل الحق وصرعوا من قبل الباطل وأهله في بعض أدوار الزمان، كما شكّل انخراط المقاومين في لبنان واليمن والعراق وايران بشكل مباشر في المعركة دافعاً كبيراً لثبات حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة في معركتها المصيرية مع هذا الكيان اللقيط.

وقد كشف استطلاع داخلي للرأي أن نحو ربع الاسرائيليين فكروا في الهجرة للخارج خلال العام المنصرم بسبب الاوضاع السياسية والامنية الراهنة بعد عملية طوفان الاقصى، ما هو رأيك في هذا المجال؟

لقد استطاعت معركة طوفان الأقصى ضرب استقرار هذا الكيان اللعين من جذوره، فلقد سبّب اجتياح المقاومة الفلسطينية، يوم السابع من أكتوبر من العام الماضي لغلاف غزة ومستوطناتها حالات من الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين، وكشف عن عجز الجيش الإسرائيلي أمام المقاومة، وقد أدّى ذلك إلى فقدان الكثير من الصهاينة للشعور بالأمن، فقررّوا الفرار بعيداً خارج حدود فلسطين، وهذا الأمر شكل نوعاً من أنواع الهزيمة الاستراتيجية لهذا الكيان اللقيط الذي لطالما ظهر بمظهر القوي كونه يمتلك جيشاً لا يقهر، لكن الحقيقة قد كشفها المقاومون البواسل الذين عمدوا إلى  إسقاط صورة "إسرائيل" التي عمل على تلميعها الإعلام الغربي بمساعدة إعلام رسمي عربي، وهذا الامر قد أثر  بشكل كبير في معادلات الصراع في المنطقة،  فصورة "إسرائيل"، لم تسقط فقط على الصعيد الخارجي، بل أيضاً على الصعيد الداخلي، إذ إنّ  عملية "طوفان الأقصى" وما يجري على كل الجبهات، قد أسقط نظرية الملجأ الآمن التي على أساسها قامت هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة، ولعل المعاناة التي يشهدها الاحتلال الإسرائيلي بسبب مئات الآلاف من النازحين، والهجرة العكسية، والاضطرابات النفسية لدليل على الانجاز الذي حققته عملية طوفان الأقصى.

كيف تقيّمين دعم الشعب اليمني وحركة "أنصار الله" اليمنية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى؟

حقيقة فإن الشعب اليمني قد انفرد من بين شعوب الأمة العربية والإسلامية، بموقفه المساند والمناصر لفلسطين وقضيته العادلة بصورة رسمية وشعبية لا مثيل لها، باعتباره ينطلق في هذا الموقف، من التزام ديني واستجابة لواجب النصرة في ظل تخاذل عربي معيب ومخز، وتتجلى تلك المواقف المشرفة، في حجم الخروج الأسبوعي المليوني في ساحات العاصمة صنعاء والمحافظات والمديريات، والذي يزداد تفاعلاً "كثافةً وحجماً" لمواكبة التحديات التي تواجه الأمة وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية المركزية والأولى "فلسطين" والتي تمثل البوصلة التي تتجه إليها الأنظار لا سيما في ظل محاولة كيان العدو الصهيوني تصفية القضية الفلسطينية.

إن المطالع يجد أن الشعب اليمني لم يكل أو يمل منذ عملية السابع من أكتوبر 2023م، في تكريس موقفه الإيماني والإنساني والأخلاقي المساند للشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة جماعية، قولاً وفعلاً سواء من خلال الأنشطة الشعبية والفعاليات الرسمية أو المشاركة العسكرية الفاعلة في استهداف العدو في الأراضي المحتلة أو فرض حظر على سفن الكيان الإسرائيلي والمرتبطة به ومنع مرورها من البحرين الأحمر والعربي، وهذا يعكس مدى ارتباط الشعبين الفلسطيني واليمني ببعضهما البعض ومدى ايمانهما بالقضية والمتمثلة بضرورة استئصال هذه الغدة الخبيثة إسرائيل. 

لماذا تعجز المنظمات الدولية عن وقف الجرائم الوحشية التي يرتكبها الکیان الصهيوني في غزة ولبنان؟

السبب يعود إلى وحدة المصالح التي تجمع الكيان الصهيوني بالدول الراعية لهذه المنظمات الدولية، فالدعم السياسي والدبلوماسي الذي تقدمه الدول الغربية الحليفة للکیان الصهیوني والتي تدير هذه المحافل الدولية، والذي يسمح لإسرائيل  بمواصلة حربها واحتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية، يندرج  تحت مسمى التواطؤ إضافة الى بيعها الاسلحة بصورة مباشرة للكيان الاسرائيلي، فهذا الغطاء السياسي لإسرائيل في المحافل الأممية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، قد سمح لإسرائيل بمواصلة حربها على غزة وإبادة الأبرياء في غزة بصورة وحشية  الأمر الذي كشف  النفاق الذي ينطوي عليه النظام العالمي القائم على القواعد، وذلك من خلال استخدام قواعد خاصة استناداً إلى الطرف المتلقي والدليل على ذلك  تكثيف العدو الصهيوني  هجماته على غزة والضفة ومناطق مختلفة من فلسطين الأبيّة.

ما هو واجب الدول الاسلامية وعلى رأسها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي في الدفاع عن شعب غزة المظلوم وقضية فلسطين ؟

يكمن واجب الدول الاسلامية والمنظمات المنتمية إليها في المسارعة لنصرة إخوانهم في غزة  عبر دعمهم  مادياً ومعنوياً، وكسر الحصار عنهم، ومحاولة ايقاف هذه الابادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني تحت مرأى ومسمع العالم الاسلامي، فالواجب يدعو سائر الشعوب والحكومات الإسلامية  إلى تقديم الدعم لهذا الشعب المظلوم قدر المستطاع كونه واجباً دينياً، وواجباً إنسانياً وواجباً عقلانياً يفرضه العقل وهو واجب تاريخي أيضاً، وكما أشار السيد القائد الامام الخامنئي (دام ظله) فإن فلسطين هي جزء من الأراضي الإسلامية ولدى المذاهب الإسلامية الشائعة بأجمعها، وبالتالي فإن اقتطعت أرض من أرض المسلمين واحتلتها دولة معادية للإسلام، فواجب الجميع الشرعي أن يسعوا ويجاهدوا من أجل إعادة هذا الجزء المغتصب إلى الجسد الإسلامي.

برأيك ما هي أهم إنجازات عملية طوفان الاقصى البطولية؟

 إن تعطيل مسار التطبيع قد مثل انجازاً كبيراً قامت به المقاومة كونها حمت المنطقة من خطر محقق، فلقد كُشف للعالم حقيقة الكيان الصهيوني وحقيقة التعامل معه، فعملية طوفان الاقصى وما تبعها من انتهاكات صارخة من قبل الكيان الصهيوني والتي لا تمتد الى الانسانية بصلة قد أوضح للعالم ان اسرائيل لا تحترم أي قرار دولي وانها لا تفي بأي شروط، بل ان شعوب العالم باتت تنظر إلى الدول المُطبّعة على أنّها متواطئة مع "إسرائيل" في قتل الفلسطينيين ومعاناتهم، ولذلك نجدها تُطالب بإلغاء اتفاقيات التطبيع في المظاهرات الداعمة لفلسطين، الأمر الذي ترك  أثراً واضحاً في مسار اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني في المستقبل، كما أن معركة طوفان الأقصى والتى وحدت جبهات المقاومة في هذه المعركة المفصلية في تاريخ المنطقة، ضمن رؤىً استراتيجية متواءمة قد عملت على اضعاف الكثير  من مشاريع التفتيت والصراعات البينية والاطروحات الطائفية والعرقية، والتى نخرت في عضد الامة، فالسياسة الأميركية  حاولت زرع بذور الفتن  الطائفية والمذهبية في المنطقة من خلال استغلالها لجهل الناس اضافة الى تواطؤ بعض الأنظمة مع هذا المشروع المفكك، ولقد نجحت في ذلك وكادت ان تقضي على الامة الاسلامية، لولا ان الله قد عرى هذا المخطط عبر عملية طوفان الاقصى التي اكسبت الشعوب الوعي الكامل ووحدت الجهود في مواجهة العدو الحقيقي المتمثل بأمريكا واسرائيل وحلفائهما.

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
captcha